لم يتم العثور على نتائج
شراء أو بيع عقار هو على الأرجح أكبر صفقة اقتصادية ستنفذونها في حياتكم. أنتم تفحصون حالة العقار، تتفاوضون على السعر، تتحققون من الجيران والمدارس في المنطقة. لكن وسط كل هذه الضجة، يختبئ "شريك صامت" يجلس في الزاوية وينتظر لحظة التوقيع: سلطة الضرائب.
بدون تخطيط صحيح، هذا الشريك قد يقتطع قطعة ضخمة من ربحكم أو يُغلي الشراء بشكل يجعل الصفقة غير مجدية. هنا بالضبط يدخل الصورة المحامي المتخصص في ضرائب العقارات. لا يتعلق الأمر ببيروقراطية إضافية، بل بفن حقيقي – القدرة على الإبحار في متاهة القوانين واللوائح والإصلاحات لإبقاء أكبر قدر من المال في جيبكم، وكل ذلك ضمن إطار القانون.
في هذا المقال الشامل سنغوص في عمق عالم الضرائب. سنفهم الفرق بين محامٍ عادي وخبير ضرائب، سنتعرف على الألغام التي تُسقط مستثمرين مخضرمين، وسنتعلم كيف يمكن للتخطيط الضريبي المبكر أن يساوي لكم شقة إضافية.
كثيرون يميلون للاعتقاد أن محامي العقارات هو "رجل لكل المهام" يفعل كل شيء. هو يصوغ العقد، يتحقق من الطابو ويُبلغ سلطات الضرائب. في الحالات البسيطة (بيع شقة وحيدة قياسية)، قد يكون هذا كافياً. لكن الواقع الإسرائيلي أكثر تعقيداً بكثير.
قانون ضرائب العقارات (ضريبة التحسين والشراء)، 5723-1963، هو أحد أكثر القوانين تعقيداً وديناميكية والتواءً في سجل القوانين الإسرائيلي. يمر بتغييرات متكررة، إصلاحات حكومية (مثل إصلاح 2014 الذي غيّر قواعد اللعبة)، وأحكام مؤقتة تتغير وفقاً لمزاج وزير المالية الحالي.
خطأ في حساب الضريبة، عدم استغلال إعفاء يحق لكم بموجب القانون، أو إبلاغ خاطئ – كل هذه أخطاء غير قابلة للعكس. بمجرد إغلاق التقدير، المال ضاع. محامي ضرائب العقارات ليس مجرد رجل قانون، إنه استراتيجي مالي. هو الذي يرى الصورة الكاملة ويعرف كيف يتنبأ بكيف سيؤثر فعل تقومون به اليوم على الضرائب التي ستدفعونها بعد عشر سنوات.
المحامي القياسي سينفذ إبلاغاً: سيأخذ البيانات الموجودة (سعر الشراء، سعر البيع) ويملأ الاستمارات.
المحامي الخبير في الضرائب سينفذ تخطيطاً: سينظر للبيانات ويسأل أسئلة تُغيّر الواقع: هل يجدر بيع الشقة الآن أم الانتظار سنة؟ هل يجدر نقل جزء من الحقوق للابن قبل البيع؟ هل يمكن تقسيم المقابل بين الشقة وحقوق البناء غير المستغلة؟ هل يجدر تعريف الصفقة كـ"تبادل عقارات" وليس كبيع عادي؟
هذه الأسئلة هي الفرق بين دفع ضريبة بمئات آلاف الشيكلات وبين إعفاء كامل أو ضريبة مخفضة بشكل كبير.
ضريبة التحسين هي في الواقع ضريبة أرباح رأس المال. إذا اشتريتم شقة بمليون شيكل وبعتموها بمليونين، الدولة تريد حصتها من الربح (التحسين) الذي خلقتموه. حالياً، معدل الضريبة يقف على 25% من الربح الحقيقي (بعد خصم التضخم والنفقات).
يبدو بسيطاً؟ أبداً لا.
حتى عام 2014، كان يمكن بيع شقة بإعفاء من ضريبة التحسين مرة كل أربع سنوات، بغض النظر عن عدد الشقق في ملكيتكم. الإصلاح ألغى هذا الإعفاء الشامل. اليوم، الحساب "خطي".
المعنى هو أن الربح المتراكم حتى عام 2014 معفى من الضريبة، وفقط الربح النسبي المتراكم من 2014 فصاعداً خاضع لضريبة 25%.
المحامي الخبير يعرف كيف يحسب هذه الصيغة بدقة، لكن الأهم – يعرف كيف يخصم نفقات لتقليل التحسين. كل شيكل تستطيعون إثبات أنكم أنفقتموه على تحسين العقار، هو شيكل يُخصم من الربح الخاضع للضريبة.
النفقات المعترف بها تشمل: أتعاب المحامي (في الشراء والبيع). عمولة الوساطة. تجديدات في العقار على مر السنين (تحتاجون فواتير!). الفائدة الحقيقية على المشكنتا. ضريبة الشراء المدفوعة عند الشراء. نفقات المخمّن والمساح.
محامي ضرائب العقارات سيُرشدكم بالضبط أي مستندات تجمعون وكيف تقدمونها لسلطات الضرائب لتعظيم الخصومات وتقليل الالتزام الضريبي للحد الأدنى.
إحدى القضايا الأكثر شيوعاً وإيلاماً هي بيع شقة تم الحصول عليها بالميراث. القانون يمنح إعفاء من ضريبة التحسين في بيع شقة ميراث، لكن فقط عند توفر ثلاثة شروط تراكمية وصارمة:
البائع هو زوج، سليل، أو زوج سليل المورّث. قبل وفاته، كان المورّث مالكاً لشقة سكنية واحدة فقط. لو كان المورّث حياً وباع الشقة، لكان مستحقاً للإعفاء من ضريبة التحسين.
يكفي أن شرطاً واحداً لا يتحقق، والإعفاء يُسلب. محامي ضرائب العقارات سيفحص تاريخ العقارات للمورّث ("فحص تحسين تاريخي") للتأكد من الاستحقاق، وأحياناً سيوصي بتوزيع تركة مختلف بين الورثة لخلق مزايا ضريبية للجميع.
بينما ضريبة التحسين تُفرض على البائع، ضريبة الشراء تُفرض على المشتري. مبلغ الضريبة يُحدد وفق "درجات ضريبية" تُحدّث مرة في السنة (عادة في يناير).
الدولة تريد مساعدة الأزواج الشباب ولذلك تمنح تسهيلات كبيرة لمن يشتري شقته الوحيدة. حالياً، على جزء كبير من قيمة الشقة (حتى سقف معين) يُدفع 0% ضريبة شراء.
في المقابل، المستثمرون (أصحاب شقة إضافية) يدفعون ضريبة شراء من الشيكل الأول، بمعدل ابتدائي مرتفع (يقف اليوم على 8% وأحياناً يتغير).
ماذا يحدث إذا أردتم شراء شقة جديدة وأكبر، لكنكم لم تنجحوا بعد ببيع الشقة القديمة؟ هل ستُعتبرون مستثمرين وتدفعون ضريبة كاملة؟
القانون يسمح لكم بالتصريح أنكم "مُحسّنو سكن". في هذه الحالة، ستدفعون ضريبة شراء مخفضة (كأنها شقة وحيدة)، لكن تتعهدون ببيع الشقة القديمة خلال فترة محددة (حالياً 18 شهراً).
أين المشكلة؟ إذا كان السوق متجمداً ولم تنجحوا ببيع الشقة في الوقت، سلطة الضرائب ستطالب بفرق الضريبة مع فائدة وربط. محامي ضرائب العقارات سيعرف كيف يُقدم طلبات تمديد مُسببة في حالات استثنائية أو يُخطط للصفقة بحيث يكون الخطر في حده الأدنى.
إضافة للضرائب الحكومية، هناك ضريبة بلدية ينسى كثيرون وجودها حتى اللحظة الأخيرة: رسم التحسين.
هذه الضريبة تُدفع للجنة المحلية للتخطيط والبناء عندما تُوافق خطة بناء مدينة (تابا) ترفع قيمة عقاركم (مثلاً، موافقة لبناء غرفة إضافية على السطح، حتى لو لم تبنوها فعلياً!).
رسم التحسين يقف على 50% (!) من ارتفاع القيمة. هذا مبلغ ضخم يمكن أن يجعل الصفقة غير مربحة.
محامي عقارات ماهر لن يعتمد فقط على فحص الطابو. سيفحص مع السلطة المحلية وضع الرسوم. إذا كان هناك رسم، المحامي سيتوجه لمُخمّن عقارات من طرفه لتقديم "تقدير مضاد" والاستئناف على مبلغ الرسم. ليس نادراً، التدخل القانوني والتخميني الصحيح يُخفض رسم التحسين بعشرات بالمئة.
إحدى الأدوات الأكثر فعالية للتخطيط الضريبي هي نقل شقة كهدية داخل العائلة. القانون يسمح بنقل شقة لقريب بإعفاء جزئي أو كامل من ضريبة التحسين، وبدفع مخفض لضريبة الشراء (عادة ثلث ضريبة الشراء العادية).
لكن سلطة الضرائب ليست ساذجة. هي تخشى من حالة ينقل فيها الوالدان شققاً للأبناء فقط لبيعها فوراً بإعفاء ضريبة الشقة الوحيدة. لذلك، حُددت "فترات تهدئة".
متلقي الهدية لن يستطيع بيع الشقة بإعفاء ضريبي خلال فترة معينة (بين 3 إلى 4 سنوات، حسب إذا كان يسكن في الشقة أم لا).
النقل بدون مقابل هو صفقة بكل معنى الكلمة. يتطلب إبلاغات، توقيع على إفادات وتسجيل في الطابو. خطأ في صياغة إفادة الهدية أو عدم فهم فترات التهدئة قد يجر حوادث ضريبية صعبة مستقبلاً. محامي ضرائب العقارات يبني "شجرة العائلة" العقارية ويُخطط لنقل الممتلكات بحيث تناسب الاحتياجات المستقبلية لكل فرد من أفراد العائلة.
بعد الإبلاغ عن الصفقة، سلطة الضرائب تُصدر تقديراً. هناك نوعان رئيسيان من التقديرات:
تقدير ذاتي: المحامي يحسب الضريبة ويُقدم الحساب للسلطة. إذا قبلت السلطة الحساب، الملف يُغلق.
تقدير وفق أفضل الحكم: السلطة ترفض حساب المحامي وتُحدد قيمة أعلى للصفقة (وبالتالي ضريبة أعلى).
هنا تُقاس مهنية محاميكم. في حالة خلاف، المحامي مطلوب منه تقديم "اعتراض" – استئناف مُسبب ومفصل لسلطة الضرائب. هذا إجراء شبه قضائي يجري فيه تفاوض ("نقاشات التقدير") مع المفتشين.
محامٍ يعرف الشخصيات العاملة، السوابق القضائية الحديثة والفروقات الدقيقة في القانون، يمكنه توفير مبالغ خيالية للعميل في مرحلة الاعتراض. إذا رُفض الاعتراض، يمكن الاستمرار للجنة استئناف في المحكمة المركزية.
رغم أنه يُوصى بالاستعانة بخبير في كل صفقة، هناك حالات هذا ضرورة حتمية ولا يجوز التنازل:
تعدد الممتلكات: إذا كان في ملكيتكم أكثر من شقة واحدة، كل تحرك لكم يتطلب تخطيطاً ضريبياً.
صفقات كومبيناسيا: أصحاب أراضٍ يتعاقدون مع مقاول. الضرائب هنا معقدة جداً وتشمل جوانب ضريبة القيمة المضافة.
مقيمون أجانب: مهاجرون جدد أو مقيمون أجانب يخضعون لنظام ضريبي مختلف تماماً.
شقق مُقسّمة: بيع شقة تم تقسيمها (قانونياً أو لا) يتطلب خبرة محددة لعدم التعرض لغرامات أو ضرائب مضاعفة.
مزارع وأراضٍ زراعية: الضرائب في القطاع الزراعي هي عالم محتوى منفصل ومعقد يتطلب تخصصاً نيشياً.
كما فهمتم، الفرق بين محامي عقارات عام ومحامي ضرائب عقارات هو كالفرق بين السماء والأرض. المشكلة أن أي محامٍ يمكنه أن يشهد على نفسه أنه "يفهم بالضرائب". كيف تعرفون من يُقدم نتائج فعلاً؟
في موقع LawReviews ستجدون المؤشر الأكثر موثوقية: تجربة من كانوا هناك قبلكم.
الموقع يُمكّنكم من فلترة المحامين حسب تخصص محدد في ضرائب العقارات وقراءة تقييمات مفصلة.
ابحثوا في التقييمات عن جمل مثل: "المحامي وفّر لي عشرات آلاف الشيكلات في ضريبة التحسين". "نجح بإلغاء غرامة سلطة الضرائب لي". "بنى لنا تخطيطاً ضريبياً إبداعياً لنقل شقق للأولاد".
موقع LawReviews أُقيم لتوفير معلومات حديثة وموثوقة عن المحامين في إسرائيل ولتمكين المحامين من إدارة وتعزيز تواجدهم على الإنترنت. تفرد الموقع في التحقق من التقييمات، بحيث يمكنكم أن تكونوا مرتاحين أن التوصية كُتبت من قبل عميل حقيقي تلقى خدمة. المنصة تعرض شفافية كاملة بخصوص مجالات العمل وموقع المكتب، وتساعدكم على اتخاذ قرار مدروس في اختيار المهني الذي سيحمي أموالكم.
الوقت هو مال، حرفياً: في ضرائب العقارات، يوم واحد يمكن أن يُغيّر كل شيء. التوقيع في 31 ديسمبر مقابل 1 يناير قد يُغيّر درجات الضريبة بآلاف الشيكلات.
التوثيق هو الملك: النصيحة الأهم التي يمكننا تقديمها لكم هي حفظ كل شيء. فواتير على المكيف، القضبان، المحامي، عمولة الوساطة. بعد 10 سنوات عندما تبيعون الشقة، هذه الأوراق ستكون تساوي لكم ذهباً خالصاً وستُقلل الضريبة.
لا تعتمدوا على "حاسبات الضرائب" في الإنترنت: هي تعطي تقديراً عاماً فقط. لا تأخذ بالحسبان الخصومات، توزيع الضريبة، الإعاقات التي تمنح خصماً، أو حالات عائلية معقدة. فقط فحص بشري ومهني سيُعطي الرقم الحقيقي.
القدرة على النوم بهدوء في الليل بمعرفة أنه لا تنتظركم "مفاجأة" من سلطة الضرائب، ومعرفة أنكم استغللتم كل فائدة ممكنة في القانون – تستحق الاستثمار في تمثيل مهني من الدرجة الأولى.
تصريح
المعلومات والمحتويات الواردة في هذا الموقع تهدف إلى توفير معلومات فقط، وتعبّر عن آراء موضوعية لجهات ثالثة غير مرتبطة بمشغّلي الموقع. لا تشكّل المعلومات بديلا لاستشارة قانونية مهنية، ولا يمكن الاعتماد عليها وفق ما ذكرناه أعلاه، ونطلب منك ألا تنقل معلومات حساسة عبر الموقع. كل المعلومات التي يتم استعمالها في الموقع يتم فحصها والتأكد من صحتها مع الجهات ذات الصلة. يخضع تصفح الموقع ومحتوياته للمسؤولية الحصرية والكاملة للمستخدم.
عام
للتواصلحول LawReviewsالخصوصيةشروط الإستعمال ذوات الاحتياجات الخاصةإنشاء بروفيل محامٍالدخول إلى الموقع الشخصي